Univers Bounaceur
فضاء الحوار ومنتدى الابداع

الحرب الروسيةالاوكرانية ذلك الطوفان العاصف

 الحرب الروسيةالاوكرانية ذلك الطوفان العاصف
مشاركة الموضوع

ذ . بوناصر المصطفى

خلق الله الانسان وحيدا، ومنه خلق الجنس المقابل في فترة نومه، كي لا يشعر بألم المخاض  ليتكرس التعايش ، وتتهمش خاصية  الصراع كخاصية فطرية اساسية للوجود اولا، ثم التطور ثانيا ، وهذا ما يطلق عليه الفلاسفة بالديالكتيك، من هنا جاءت الحكمة في قتل قابيل هابيل ،اذ ان هذه الخاصية لازمت الانسان وان تغيرت معالم هذا الصراع، فانه نتيجة تعاظمت بتضخم الانا في الجماعات البشرية ،فاصبح الانسان يحاول نفي اخيه الانسان لمجرد الاختلاف في فكرة او عقيدة  او بشرة.

تدرج هذا الصراع من القبيلة نحو الدولة، وتغلغلت الانا القوية فاختل التوازن الدولي من تكتل قوميات الى احلاف ، نتجت عنه حروب اعطت للإنسان دروسا في اهمية استثمار التعايش لبناء السلم الدائم، لكن لماذا لم ينجح هذا الانسان العاقل في الاستفادة من زلتي حرب عالميتين؟

بتغير القيم تحول الصراع الى حالة مرضية بالابتعاد عن ممارسة التمارين الدهنية والروحية بالانزلاق في حالة من الصرع نتيجة تعاظم القلق وتهديد الوجود.

فالحرب الروسية الاوكرانية  خير مثال  على تضخم السلوك اللاجتماعي ،والنزوع نحو الاستحواذ بوقاحة غير مسبوقة لتهديد امن الغير، وتهديد وجوده بطريقة مباشرة او مضمرة، رغبة في اشباع رغبة غريزية مدمرة ،يرغب في تحقيقها متجاوزا التفاعل بمنطق مع الضوابط والقيم والمفاهيم السائدة ،مما يوحي بالتقرب من منطقة التماس ،لإشغال حرب قد تكون طوفان اخر ينسف الارض ومن عليها.  

فانعكاسات هده الازمة العالمية، بدا العالم يقطف ثمارها بالتقسيط ،اذ انطلق الصراع بمواجهة سياسية وحرب اقتصادية متبادلة، دفع روسيا الى الانتفاضة و استغلال كل امكانياتها اللوجستية لإعادة الاعتبار للأمنها القومي ،قرارات دفعت كثير من الدول خصوصا الاوربية الى مراجعة جذرية لتوجهاتها السياسية  الاستراتيجية. 

لقد كان لامتداد رقعة الناتو رغبة في خنق روسيا اقتصاديا وعسكريا ،دور في التعجيل بكبس زر التماس الخشن وبالتالي يبقى على المجتمع الدولي خيارين لتجنب كارثة وضع حد لمرحلة تاريخية من تاريخ الانسان . اما البحث بجد عن معادلة دولية ترضي الاطراف، وقد تحرج تركيا كمنطقة تماس، او الانجراف نحو حرب عالمية لا يمكن تقدير مخلفاتها .

لم تكن اثار هذه الحرب لتعني الدول المجاورة فقط ،بل انعكست مداها على دول عربية واسلامية ، ارتبطت كليا في بناء اقتصادها  القومي على الخارج ،مما يهدد امنها واستقرارها.

عادة منطق الحرب لا يمكن تقدير الربح والخسارة على المستوى القريب ، كما ان الخسارة العظمى تكتوي بنارها دول الركب الثالث باختلاف تموضعها الجيوسياسي ،مما يحمل العبء الثقيل على ميزانيتها، وبالتالي ارتفاع اعباء معيشة مواطنيها، فاذا كان سلاحي الغاز والقمح قد انعكس بشكل واضح لصالح دول دون اخرى، فان حرب العملات لم تؤت اكلها مما جعل الموقف الروسي اكثر عنادا و صلابة ،ويبقى الاختيار اما انهاء الحرب بانتصار روسي او تمطيط مداها ،مما يعني ازدياد فاتورة الخسارة في دول رهنت اقتصادها بالخارج.

 – كيف يمكن لهذه الحرب ان تنهي عصر التماهي بالديمقراطية واستعراض العضلات ؟ 

   – كيف يمكن توقع تأثيرها لصياغة نظام عالمي جديد قائم على الامن والسلم العالمي ؟  

اين يكمن دور مجلس امن تتحكم في قراراته امريكا ودول تعتز بحق الفيتو؟  

وهل يمكن  خلق تحالفات متجانسة ؟ او اعادة احياء دول عدم الانحياز ؟

ذ . بوناصر المصطفى      

0إعادة النظر

إقرأ أيضاً ...

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *