Univers Bounaceur
فضاء الحوار ومنتدى الابداع

الثقافة الحسانية وعاء تنصهر فيه الخبرات والتجارب الإنسانية والانماط السلوكية مع الفضاء

 الثقافة الحسانية وعاء تنصهر فيه الخبرات والتجارب الإنسانية والانماط السلوكية مع الفضاء
مشاركة الموضوع

الاستاذ إبراهيم الحسين:

احتضن مقر الجماعة الترابية لطانطان صباح يومه الاثنين 10 يوليوز الجاري، بقاعة الاجتماعات ندو ة علمية حول الثقافة الحسانية ورهانات حفظ الذاكرة وصيانة التراث الغير مادي، وذلك ضمن فعاليات النسخة السادسة عشرة “16 ” من موسم طانطان

أوضح الاستاذ إبراهيم الحسين افي كلمة تقديمية لهده الندوة ان الثقافة الحسانية وعاء انصهرت فيه الخبرات والتجارب الإنسانية والانماط السلوكية مع الفضاء لتنتج ركاما معرفيا ميز انسان الصحراء ـ واثرى ابداعاته الأدبية وعطاءاته الفكرية والفنية والجمالية، ليتحول من منتج فردي الى ذاكرة جماعية.
واعتبر ان الثقافة الحسانية هي نظام متكامل من تفاعلات تراثية وأنثروبولوجيا وعلاقات اجتماعية وتشكيلات فنية وطقوس وعادات مميزة لساكنة المنطقة، بل هي نتاج تلاقح ثقافي اصيل وعميق من مكونات الثقافة الحسانية التي تتسم حسب الباحثين بقلة الكتابة ووسائلها في مجتمع الصحراء لتصيح التعابير الشفاهية وسيلة التواصل الناقلة للتجارب  والحافظة للذاكرة الجماعية.
ومن اجل تفعيل هذه الذاكرة، يقول الأستاذ إبراهيم الحيسن، تحتاج الثقافة الحسانية الى مجموعة من القواعد لفهمها ودراستها من منظورات عدة

اكتشاف الابعادو الدلالات ومدى ارتباطها او انفصالها عن مكونات الثقافة الشعبية في الوطن العربي

مساعدة هذه القواعد، أيضا، على استنباط الجوانب النفسية الكامنة وراء انتاج هذه الثقافة كمحتوى معرفي يعبر عن المنظومة الفكرية للمجتمع الذي انتجها.
وفي سياق الوعي  بأهمية المحافظة على التراث الحساني المادي منه والغير المادي ،يكون ضروريا صيانته وتثمين مختلف مظاهر واوجه الثقافة الحسانية العريقة والغنية، الى جانب العمل على إنقاذ المهارات الاصيلة الموروثة في شتى الميادين المهددة بالاندثار يفعل عوامل التمدين والحداثة ،والتحولات الكاسحة في نمط العيش وتراجع العلاقة بين الأجيال المتعاقبة ،وتعطل سبل النقل العتيقة بينها، مع ما يستدعيه ذلك  من وضع لمناهج  علمية وآليات ناجعة وأدوات فعالة  لإنقاذ ما يمكن انقاذه من هذا الموروث الأصيل والسهر على استدامته وضمان نقله الى  الأجيال  المقبلة بوصفه مكونا أساسيا من مكونات الهوية الوطنية
واعتبر الاستاد حسن ان احياء اللقاءات وتنظيم الندوات وورشات العمل لإرساء أسس التواصل والتعاون والتبادل بين الخبراء والمختصين والمهتمين بهذا الموضوع، يعد خطوة ضرورية لبناء تصور جماعي شامل قابل للتفعيل على ارض الواقع وتشكيل قوة اقتراحية قادرة على إقناع السلطات العمومية والمؤسسات المعنية بذلك.
واختتم ذ الحسين مداخلته بالتأكيد على ان الثقافة الحسانية حققت طفرة نوعية منذ توقيع المغرب على اتفاقية اليونيسكو الرامية الى صون التراث الغير المادي العالمي، كوعاء كفيل بالاعتراف بموسم طانطان الثقافي وتصنيفه تراثا عالميا انسانيا .

  

0 Reviews

إقرأ أيضاً ...

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *