الانسان العربي وتحديات الذكاء الاصطناعي؟

ذ . بوناصر المصطفى
اتفق الخبراء جميعهم على دور الذكاء الاصطناعي في خدمة نماذج التنمية في العالم ، وبما ان المغرب قام بإعداد مشروع نموذج تنموي جديد ، لتشجيع نمو شامل ودامج يضع المواطن في صلب اهتماماته ، فان انخراطه في هذه الدينامية اصبح معتمد فاطلاق اليونسكو لمبادرات دراسة وتقييم حاجيات القارة الإفريقية في مجال الذكاء الاصطناعي كان المغرب مستهدف ضمن هذه الدول.
في هذا الصدد نظمت جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية ” الحرم الجامعي الرباط ” بشراكة مع اليونيسكو ومؤسسة المكتب الشريف للفوسفاط، والمركز الدولي للذكاء بالمغرب. مؤتمرا يهدف إلى دعم البعد الإفريقي للذكاء الاصطناعي
على الرغم من التحديات المطروحة على المغرب فان حركتيه في مجال الرقمنة ،تتيح له فرصا واسعة لابد من اغتنامها، في حضور بعض الشروط الاساسية كالموارد البشرية المؤهلة الشابة، والامكانيات اللوجستية .
لقد شكل هذا الذكاء الاصطناعي تحديا اليوم ومقوما حقيقيا للتطور، وفي مجال المقاولات وكذا فرصة لإعادة تأهيل الشباب في مجال الرقمنة والذكاء الاصطناعي مع مراجعة جذرية لمتطلبات سوق الشغل .
فمراهنة المغرب على الذكاء الاصطناعي ليس الهدف منه فقط اتاحة المزيد من فرص الشغل وتطوير مقاولاته بل هي حاجة استراتيجية ، لذا لا يمكن ان تستغل فقط من قبيل المزايدات الاعلامية.
اذا كانت تعتبر الرقمنة صلب التفكير الحالي وفي عمق التقدم الاقتصادي فان الذكاء الاصطناعي قد اضحى محور في مجال ريادة الأعمال يساهم في إتاحة المعرفة وتوفير المعلومات بالاعتماد على الابتكار.
أشار المسؤولون ان الذكاء الاقتصادي حاضراً في الاجندات منذ سنوات الا أن تطبيقه بقي جد محدود لكن الأبحاث بخصوصه في الآونة الاخيرة بدأت تثير اهتمام عدد الخبراء طور الحاصل في المجال وكذا لكون بيئة النسيج المقاولاتي للمغرب تواجه تحديات اذ ان المقاولة الصغيرة والمتوسطة تسيطر فيه بشكل كبيركما ان لها معوقات مرتبطة بالمنافسة والابتكار والبحث والتطوير، إضافة إلى إشكاليات الحكامة والتدبير
انطلاقا من هذه المعطيات فان الذكاء الاقتصادي كأداة استراتيجية ،يفرض نفسه بإلحاح لتدبير المعلومة واليقظة الاستراتيجية كأليات لا يمكن تفاديها اذا كانت فعلا المقاولات الصغرى والمتوسطة ترمي لتحقيق تنافسية داخل النسيج الإنتاجي الوطني
الملاحظ ان اغلب هذه المقاولات تجد نفسها خارج مسار مواجهة التحديات الجديدة للذكاء الاقتصادي، فإن وجود مقاولات منخرطة في هذا الصدد تبقى ممارستها لا هي رسمية ولا منتظمة مما يفسر ضُعف ممارسات الذكاء الاقتصادي في هذه المقاولات مع عوائق مركبة ذ في السياسات الوطنية للذكاء الاقتصادي ات البعد الاستراتيجي والثقافي والمالي واللوجستيكي والمنهجي..
اذا كانت سياسات بلدان عدة كفرنسا ،الولايات المتحدة الأمريكية واليابان تعطي أهمية كبرى للمقاولات الكبرى أكثر من الشركات المتوسطة والصغيرة فان مكانة المقاولات الصغرى والمتوسطة في والمغرب تحتاج الى نموذج خاص مبني على دراسة محكمة اكثر دقة لمراعاة خصائص اساليب وقيم المقاولة.
اذا كان تعريف الذكاء الاصطناعي بكونه محاكاة الآلات وبرامج بما في ذلك من قدرات ذهنية بشرية وأنماط عملها، كالقدرة على التعلم والاستنتاج وردة فعل اتجاه أوضاع لم تبرمج في الآلة، لذا نعتبره هو اسم لحقل أكاديمي يعنى بكيفية صنع حواسيب وبرامج قادرة على اتخاذ سلوك ذكي
في أواخر 2014 أشار عالم الفيزياء الراحل ستيفن هوكينغ إلى أن تطوير ذكاء اصطناعي كامل قد يمهد لفناء الجنس البشري، محذرا من قدرة الآلات على إعادة تصميم نفسها ذاتي
في 2015 المؤسس والرئيس السابق لشركة مايكروسوفت بيل غيتس قال “أنا في معسكر من يشعر بالقلق إزاء الذكاء الخارق لذا ابدى رغبته في بقاء الروبوتات غبية .
الى أي حد يمكن اعتبار هذا الراي تجسيد للتخوف من سيطرة الآلات واضمحلال دور البشر ؟
كما وصف المخترع والمستثمر الأميركي إيلون ماسك الذكاء الاصطناعي بأن أعظم المخاطر المهددة للوجود البشري، فقد شبه تطوي الآلات الذكية “باستحضار الشيطان. “.
وفي العام ذاته وصف المخترع والمستثمر الأميركي إيلون ماسك الذكاء الاصطناعي بأنه من أعظم المخاطر التي تهدد الوجود البشري، كما شبه تطوير الآلات الذكية “باستحضار الشيطان”
استثمارات ايلون ماسك كمؤسس لمشروع صواريخ الفضاء التجارية سبيس إكس، والسيارات تسلا الكهربائية … لملايين الدولارات في أبحاث لاكتشاف المخاطر المحتملة للذكاء الاصطناعي وكيفية التعامل معها .
لكن يرى بعض الخبراء كأستاذ علم الحاسوب بجامعة مونتريال الكندي يوشوا بينغيو، أنه لا ينبغي القلق من التقنيات الذكية، فهي تحتاج لسنوات كثيرة من التطور البطيء أن تقنيات الذكاء الاصطناعي لن تتسبب في أي مخاطر على الجنس البشري.
فاي مسار سيتخده الذكاء الاصطناعي في المغرب في ظل التحديات الدولية ؟