الاستاذ احمد بوكماخ المؤسس الرائد ! الداكرة والمسار؟

ذ . بوناصر المصطفى :
كثيرون هم رجالات هدا الوطن الدين تركوا بصمة دامغة ليس في مجال اشتغالهم وتخصصهم فحسب بل في الذاكرة الجماعية المغربية لجيل بأكمه، قد نستحضر جميعا في هدا البورت ريه لأحد الاهرامات في ميدان التربية والتكوين انه الأستاذ احمد بوكماخ شخصية افنت حياتها من اجل الوطن فبقيت راسخة بأدهاننا بالتحديد طالما بقينا رهيني الحديث عن هم لازال لم يراود مكانه انه مشروع اصلاح منظومة التربية والتعليم، فنحن جيل الستينيات والسبعينيات مدينون لهدا الرجل بفضله الكبير في ابراز وتلميع قدرات اطر هم أعمدة وربابنة هدا الوطن ،كونه كان المؤسس الرائد للنظام التعليمي بعد الاستقلال.

استاذنا احمد بوكماخ ابن مدينة البو غاز كانت ولادته موازية مع حرب الريف ،عاش ظروفا صعبة خصوصا بعد فقدانه امه وهو ابن الثامنة ،استفاد كجميع المغاربة من التكوين الأولي في المسيد أي التكوين القرآني ،بموازاة دلك اشتغل بمتجر العائلة في بيع المواد الاستهلاكية ،أنهى سنوات التحصيل بامتهانه التدريس ، الا ان باكتمال وعيه بدأت فترته العصيبة.
مع بلوغ الثامنة عشرة انخراط أحمد كعضو في حزب الشورى والاستقلال ونتيجة لنشاطه السياسي سيتعرض أبوه للاعتقال من طرف السلطات الاستعمارية بعد العثور في متجر العائلة على لافتات تطالب بالاستقلال ، لدلك سوف تزيد اعباءه بتسلم مسؤولية اعالة عائلته، وتوفير احتياجات إخوانه الصغار وإدارة المتجر.
تعددت اهتمامات الأستاذ بوكماخ السياسية والفنية، فكان شغله الشاغل توظيف الحس الوطني عند الشباب، من خلال اشتغاله بالمسرح بالتحديد مسرح سيرفانتس بطنجة، مما يسر له الانكباب على التأليف والابداع من اهم مؤلفاته مسرحيات في سنوات الأربعينيات. وبين “نور من السماء”، “رسالة فاس” و “فريدة بنت الحداد.
تأثر في مساره الادبي والفكري بالأستاذ عبد الله كنون الدي كان يعتبره اباه الروحي الذي اطر افكاره.
الا ان اختطاف أحد أصدقائه والمضايقات التي عانى منها حزبه وارتباطه الاجتماعي بعد زواجه، كلها عوامل ركزت قرار أحمد بوكماخ لإنهاء مساره السياسي، ليتفرغ للنشر التأليف، سيؤلف سلسلة كتب “إقراء” بكل قصصها المستوحاة من بعض القصص الفرنسية والإسبانية والصينية.
هده الفكرة انطلقت في تحديد مسار إعداد دليل لمدرسي اللغة العربية، يسهل تعليمه للطلاب في الفصل. ليصبح هذا الدليل، الذي طبعت نسخته الأولى عام 1954، أولى بنات النظام التعليمي الابتدائي بطنجة، ومنه بالمغرب كله، مادامت الإصدارات والكتيبات المتوفرة آنذاك، كلها باللغة الفرنسية.
لمعت مجموعة باسم “إقراء” تتكون من خمسة كتب مدرسية، مرفقة برسومات منسقة مع قصص معبرة بجمل قصيرة مختصرة تتسم بالكثير من البساطة في التعامل مع دهن المتلقي، تمرن رسم الصور في مخيلته كلها أدوات تيسر عملية استيعاب الدروس للطالب.
كل الكتب المدرسية كانت تأتي من مصر ولبنان فركز أحمد بوكماخ اهتمامه بوضع دليل واحداً لكل مستوى، يحتوي على عدة موضوعات مثل تعلم اللغة العربية والكتابة والقرآن، الا ان ظهور سلسلة “إقراء صارت المرجع المعتمد للتعليم الابتدائي لعدة أجيال حتى ثمانينيات القرن الماضي. ومع طبعات جديدة طبعت في 1956 و1957 ثم 1958.
ارتبط اسم الأستاذ أحمد بوكماخ كدلك بعدة كتب مدرسية تم نشرها بعد سنوات قليلة من تأليفها، ويتعلق الأمر بالفصحى” من خمسة مجلدات، و “الرياضيات” ثم “القراءة”. وهي كتب مدرسية تجمع بين القصص الرائعة والرسومات والصور لتحفيز فضول التلاميذ وتقوية ذكرياتهم البصرية.
اسهامات تمثلت كداك في التعاون مع عدد من المثقفين المغاربة، منهم الرسام أحمد شبعة، ورسام الكاريكاتير أحمد الشنتوف..
للأسف مع بداية من الثمانينيات استبدلت كتبه المدرسية بكتب تعليمية أخرى شكلت ردة ديالكتيكية مادامت الحصيلة المعرفية للمتلقي المغربي بسيطة ، لدلك اعتمد الأستاذ اختيار أسلوب التلقين بتركيب الحروف لبناء الجملة ثم الفقرة مع اغناء رصيد المخيال مستوحى من الواقع ومنفتح على ثقافات أخرى، عكس الإصدارات الجديدة التي راهنت على مسايرة التطورات المنهجية في التعليم وإدخال مناهج اللسانيات المستحدثة كالمنهج البنيوي والتركيز على كفايات المدرس المهنية، الشيء الدي اقحم المنظومة التعليمية في جدال عقيم و متاهة لا حصر لها .
من خلال هدا البورتريه يظهر بوضوح انه رغم كل المجهودات لإصلاح التربية و التعليم لم تستطع أي منتوج الى حد الان منافسة سلسلة “إقرأ”، لا زالت تتربع على قمة الانتاجات التعليمية التعلمية باعتمادها كمرجع حصري حتى اليوم، حيث تستعمل في دروس محاربة الأمية وبقي الطلب على طبع المزيد من النسخ حتى عام 2013 .
لازالت ذاكرتنا مخيلاتنا كطلاب الستينيات والسبعينيات والثمانينيات تطبعها تلك القصص والرسومات الخزان المعرفي الدي بنى أجيال لازالت تسمى إلى الآن بالأجيال الذهبية
- متاهة اصلاح التعليم طالت وضلت الطريق فهل من جورة لتقييم المسار ؟
- كفاءات اخلصت لهدا الوطن الا تستحق تخليد اسماءها ؟في ايام دراسة مفتوحة او مهرجانات؟
- دابنا على مغربة الاطر فمتى نطلق سياسة مغربة المناهج اعتمادا على الكفاءات المحلية ؟