احتراف التسول اي حلول للظاهرة بالمغرب ؟

ذ . بوناصر المصطفى
يعتبر التطور معادلة صعبة تحدت التفكير الانساني لقد عجزت جل المجتمعات عن تجاوز انعكاساته السلبية ، فكثيرة هي الظواهر التي توالدت وتعقدت بالتجمعات السكنية.
ظاهرة التسول على سبيل المثال لا الحصر معضلة اجتماعية خطيرة لازمت المجتمعات ،قد يرتفع منسوبها من مجتمع الى اخر ،وتبقى أسبابها مرتبطة ارتباطا وثيقا بعوامل هيكلية ،كالفقر والبطالة والحاجة هي في الحقيقة ليست بالضرورة نتيجة قدر كما تحاول بعض التاويلات ايهام الناس بها ، بل ان للسياسات العمومية اليد الطولى في تكريس ،و تضخم الظاهرة ودلك بسن سياسات لفئة اجتماعية محظوظة على حساب وتفقير وسحق اخرى ، مما يكرس التفاوتات الاجتماعية الخارقة في المجتمع الواحد وافراز قيم جديدة في علاقات الافراد .
بهدا الاساس يصبح الاستغلال البشع قاعدة للطبقة المسحوقة من طرف اقلية ثرية في المجتمع ، سواء في الحقول بتحفيز الساكنة للاشتغال في ضيعاتها على حساب حقولها ،مما يحولها الى ايادي رخيصة غالبا ما تختار في النهاية الهجرة بحثا عن العمل في المدن.
كما تساهم ضغط الكثل البشرية على المدن نتيجة الهجرة في اختلال العرض على حساب الطلب في سوق الشغل اعطى افضلية نسبية للفئة المتعلمة ، اما الامييون فلا ملاذ لهم الا الانحراف او التسول.مما يهدد الاستقرار والامن المجتمعيين.
ازداد الامر سوءا بعد طوفان الهجرة من دول اخرى كالدول الافريقية وازمة سوريا ،لتبدا الظاهرة تاخد حجما كبيرا لا تكاد تخلو الشوارع من هده المكونات التي اختارت طرقا بديلة للتسول بعرض منادل للبيع او تقديم خدمة للسائقين.

ان علاج الظاهرة في المغرب، يحتاج الى التفكير بشكل اعمق و تجاوز تلك الاجراءات المرتجلة من الحكومات المتعاقبة او التدابير السطحية للجمعيات الخيرية والمجتمع المدني بل بالتفكير والتدبير التشاركي وتنزيل رؤى استراتيجية مندمجة بعيدا عن الحلول الترقيعية التضامنية والتكافلية مع هده الفئات المهمشة
ان مراعاة الظروف المعيشية لهده الفئات لن يجد مبتغاه بحلول ظرفية تشجع لم تساهم الا في انتشار الظاهرة على اعتبار ان هده الرؤية الضيقة ادخلتها منعطفا خطيرا الى درجة الاحتراف ،ارقام مهولة رصدتها المندوبية السامية للتخطيط حول علاقة الظاهرة بفرز ظوا هر اخرى كالتشرد و انحراف الطفولة وكراء الاطفال للسعاية

كل الحملات والمعالجات لم تؤت اكلها بالموازاة يزداد الهدر المدرسي وتسجل ارتفاع في نسب الامية في هده الاوساط
في هده الظروف الحاطة من الكرامة الانسانية تتسع دائرة مجتمع منبوذ في هدا الوطن الواحد لايمكن الا ان يوقف عجلة التنمية ككل
فالى متى سنراهن على اطفال الغد عاشوا اميين محروميين من ابسط الحقوق الانسانسة ؟
اولا الظاهرة تحتاج الى معالجة تعتمد على تحقيق مؤشرات اولا
- على المستوى القريب:
تحريض المجتمع المدني الفاعل بشراكة مع الدولة باحصاء دقيق للفئات الاجتماعية ومساعدتها على خلق مشروع مدر للدخل عوض الصدقات المباشرة
- على المستوى البعيد والمتوسط :
-توفير فرص عمل للشباب بداية برفع مستوى التعليم لتمكين الأفراد من الاندماج المجتمعي بالتاهيل والتاطير والمواكبة و تحفيز الاستثمارات والمشاريع الصغيرة والمتوسطة
-الوقوف اما الهجرة عن طريق استاصال اسبابهامحليا بتنمية القرى وتحسين الظروف المعيشية فيها، بما يحفز الساكنة على الاستقرار
-او دوليا بتطوير مع الدول المصدرة للهجرة وتقديم الدعم اللازم للمهاجرين والتأكد من عدم تجريدهم من كرامتهم وحقوقهم.
لاشك ان توفير خدمات الرعاية الاجتماعية للفئات المحتاجة وتحسين ظروفها واتاحة ظروف تسمح بحسن الاختيار الانسب.
اما توعية وتثقيف الأفراد بضرورة عدم التسول ليست الا در الرماد في العيون وأن الحلول المتاحة للحد من التسول قرار بيد الحكومات والمجتمع المدني
ان ثقافة التحفيز على العطاء والعمل تدفعنا لترفع القبعة لفئة اجتماعية لم تختر اليد السفلى وتكتفي بالكد لضمات قوتها اليومي