إعلان مراكش محور تفعيل شبكة للآليات الوطنية لتنفيذ وإعداد التقارير في مجال حقوق الانسان

ذ . بوناصر المصطفى
شكل تفعيل إعلان مراكش محور لقاء دولي احتضنه قصر الأمم المتحدة بجنيف، على هامش الدورة 52 لمجلس حقوق الانسان من اجل تأسيس شبكة للآليات الوطنية لتنفيذ وإعداد التقارير والتتبع في مجال حقوق الانسان.
لقد مكن هذا اللقاء المنظم بمبادرة مشتركة من البعثات الدائمة للمغرب والبرتغال وباراغواي لدى الأمم المتحدة بجنيف، من التأكيد ريادة المملكة في تعبئة العمل الدولي متعدد الأطراف في اتجاه تقوية الآليات الوطنية لحقوق الانسان، على مختلف مستويات تنفيذ الالتزامات وإعداد التقارير وتتبعها.
وعرف اللقاء مشاركة وزيري خارجية البرتغال، جواو جوميز كرافينو وباراغواي، خوليو سيزار أريولا، ووزير العدل عبد اللطيف وهبي والذي ترأس الوفد المغربي في الجزء رفيع المستوى للدورة 52 لمجلس حقوق الانسان وكانت إدارة اللقاء للسفير الممثل الدائم للمغرب بجنيف، عمر زنيبر، .
أكد كل الوزراء على أهمية الندوة الدولية التي احتضنتها مراكش، خلال شهر دجنبر 2022، حول الآليات الوطنية للتنفيذ وإعداد التقارير والتتبع في مجال حقوق الإنسان كمكسب تجسد في جمع مسؤولين رفيعي المستوى عن ما يقارب 30 دولة، وخبراء دوليين مهتمين بقضايا حقوق الانسان، وممثلين عن هذه الآليات الوطنية وعن المؤسسات الوطنية لحقوق الانسان..
دعا الحضور بالمناسبة الى تثمين مخرجات اللقاء كما عبر عنها إعلان مراكش بمواصلة العمل في اتجاه مأسسة التعاون بين الآليات الوطنية عبر شبكة تضمن تبادل التجارب والخبرات وإرساء فضاء مستدام للشراكة في هذا المجال.
فكان للوزير الخارجية البرتغالي ان قدم مسار تطور الآلية الوطنية لحقوق الانسان في بلاده منذ إحداثها سنة 2010 ودورها في تعميم الوعي الحقوقي بشكل عرضاني يدمج مختلف الإدارات والمصالح وتعزيز سيولة المعلومات في هذا المجال وتسهيل عملية إعداد التقارير في الوقت المطلوب.
من جهته، أعلن وزير خارجية باراغواي عن احتضان بلاده لمؤتمر في نهاية العام الجاري، لواصل الطريق الذي دشنه لقاء مراكش على درب مأسسة التعاون بين الآليات الوطنية في مجال حقوق الانسان.
حيث مكن هدا اللقاء المثمر من وضع تصور متكامل بشأن هذه الشبكة، إلى الآليات الوطنية بكل من المغرب والبرتغال والباراغواي، من مواصلة التفكير وتبادل الرأي بشأن سبل تفعيل إعلان مراكش، وتشجيع الدول على الانضمام إلى مبادرة إحداث هذه الشبكة.
كانت مناسبة لوزير العدل للتأكيد على انخراط المملكة في مختلف الجهود الرامية لتفعيل إعلان مراكش وباقي المبادرات ذات الصلة، بغية تحقيق الطموح الدولي المشترك الذي يتطلب “التزاما قويا وتعبئة متواصلة وانخراطا واسعا في مختلف المسارات والخطوات المتعلقة به، بما يؤدي في النهاية الى إحداث وتطوير وتحديث هذه الآليات الوطنية، والاسهام في تعزيز تفاعلها مع نظام الأمم المتحدة لحقوق الانسان”. كما تواصل اللقاء بمداخلات قدمها عدد من الخبراء الدوليين بخصوص أهمية السير على نهج إعلان مراكش بما يتيح الرفع من القدرات الوطنية في مجال تنفيذ وتتبع التقارير المتعلقة بحقوق الانسان وتقاسم التجارب وإضفاء مزيد من الاحترافية على الآليات الوطنية المعنية بهذا المجال