مادة التربية الإسلامية فرصة لتمرير القيم الايجابية؟

د . أمينة ماء العينيين
في كل مرة يتجدد الجدل بخصوص تدريس مادة التربية الإسلامية، ويتم التعسف في الهجوم عليها دون مبررات.
لست أدري لماذا لا يُنظر إلى هذه المادة كفرصة حقيقية لتمرير كل القيم الإيجابية التي يبشر بها دين عظيم كدين الإسلام.
يجمع الكل أو يكاد على أن المضامين الرقمية المتوفرة بتدفق وسهولة شديدين تشكل خطرا كبيرا في ظل عجز البالغين عن مراقبة الأطفال واليافعين الذين صاروا في اتصال افتراضي دائم مع عالم يعج بكل التهديدات: تحرش جنسي ونصب واحتيال واستدراج لكل أنواع التطرف والانحراف. كيف يغفل البعض عن كل ذلك ويتمسك بمهاجمة مضامين مدرسية مراقبة ومؤشر عليها تربويا تسعى لغرس الأسس الدينية والروحية والتربوية والأخلاقية التي صار الآباء يبحثون عنها كعملة نادرة.
بدلا من المطالبة بالمزيد من توسيع الغلاف الزمني لهذه المادة الحيوية وتطوير وتكييف مضامينها حتى تصير جاذبة أكثر للجيل الحالي، مُجيبة أكثر على أسئلته الآنية، قريبة من هواجسه المستجدة وفق سياقات المتعلمين الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، بدلا من ذلك يفضل البعض السعي إلى تقويض هذه المادة والمطالبة بإلغائها.
طبعا لا يمكن مصادرة حق الناس في انتقاد المناهج والمقررات والمضامين وحتى المقاربات البيداغوجية الخاصة بالتربية الإسلامية، وفي ذلك ملاحظات جدية يمكن تسجيلها بهدف تحسين جاذبيتها وتحبيبها للتلاميذ والطلاب، لكن الاتهام غير المؤسس بالتشجيع على التطرف وترويج الخزعبلات، لن يفيد النقاش التربوي في شيء.
إصلاح التعليم يجب أن يتم خارج منطق التحارب والتقاطب والنزاع. إصلاح التعليم يحتاج إلى أجواء إيجابية وعقلانية تطرح أسئلة المشروع المجتمعي والمشروع التربوي بعمق وروية.