Univers Bounaceur
فضاء الحوار ومنتدى الابداع

أيها الصحفي كن وعبر بالفعل لا بالقول ؟

 أيها الصحفي كن وعبر بالفعل لا بالقول ؟
مشاركة الموضوع

ذ .بوناصر المصطفى

وصل التوتر مداه أزمة تلد اخرى، طقس اقتصادي واجتماعي غير مطمئن ،بيئة غير سليمة تقلبات مناخية مقلقة تعطي إشارات نحو المجهول ، كل هذه الأزمات أدخلت الإنسان في قلق متواصل وإجهاد مطرد ،نوبات من حالات الاكتئاب في تصاعد منكسر، يئس القروي  من حياة البؤس والشقاء و من فياضات عارضة وندرة ماء ،و اشتاق الحضري لعيش البسطاء

 في ظل هذا الزمن القاهر، من ينقذ بجرأة استثنائية  ؟من يخفف هذا العبء عن أمة تعبت من الانتظار والترقب ؟

أخبار إما مقلقة منتشرة  أو مضللة زائفة

عادة يتم الاحتفال يوم 28 سبتمبر من كل عام باليوم العالمي للأخبار، لكن كيف يمكن لضمير الأمة أن يكون له دور حاسم في التأثير لضمان سلامة المجتمعات من آفة القلق المدمر هذا ؟

 لا شك أن وجود الديمقراطية رهين بوجود إعلام حر رصيده التفكير النقدي ، فالمجتمعات تتقدم  بوجود صحافة مواطنة ونزيهة ، وكذا مؤسسة سياسية لها رؤية استشرافية تشتغل بأنظمة ديمقراطية بشكل ملتزم وهادف.

لم تكن وظيفة الصحفي لتنحصر في شفط الأخبار ونقلها ،كي تكون مجرد جسر او سلة لجمع نفايات مواقع التواصل الاجتماعي ،وهواجس بعض صناع المحتوى ،فوظيفة الصحفي الأساسية نقذ وتحليل للواقع  بإطلاق الكاشف الضوئي ، وعرضه كما هو، ما دامت الشائعات والأخبار المغلوطة تنتشر حين تغيب الحقيقة .

يحدد الصحفي جورج اوريل الكتابة الصحفية  كغرض سياسي يرمي إلى سرد قصة جيدة أو كذبة تحتاج إلى الفضح، ويبقى الهدف النهائي بالنسبة إليه هو استمالة من يحسن الإصغاء في البيئة السليمة.

إذًا فما هي أفضل طريقة لتحقيق ذلك؟

صحيح أن نقل الحقيقة بشكلها المطلق رهان غير مضمون إلا أن تقويم العمل الإعلامي ليس بالمستحيل، إذا استحضر الصحفي تلك  الإرادة والعزيمة لإعطاء الأولوية لهذه العملية التقييمية برصد وسائل الإعلام المحترفة والتركيز على  تطوير المؤسسات المحلية.

إن ألإحساس بهذه المهمة التي وكلت إليه كرقيب يدفع كل مسؤول لتصحيح مساراته والشعور بدوام الرقابة ، عكس الإعلام الضعيف المسخر لخدمة أجندات لا أخلاقية و لا وطنية تذوب في منظومة الفساد تماما.

فما أحوجنا إلى طرح المعلومات بقراءة متمعنة تكتسي نوع من الإلهام لما يجب أن ينشر أو يداع .

إن مصداقية الصحفي تبنى بالجهد وبالجودة المطلوبة لتأسيس مصداقية بين الصحفي والمتلقي.

لذا في ظل زمن الكآبة هذا يصبح  الاعتماد على صحافة القرب أمرا مطلوبا لاستجلاء المسكوت عنه  واستنطاق الساكنة وا خراجها من الزاوية المظلمة إلى حالة البوح ،بهذا تكون مهمة تسليم الصوت للمجتمعات لتصرح عن همومها وانشغالاتها.

بالموازاة مع مهمة الصحفي ،لابد من استحضار شروط البيئة السليمة لتوفير الجو الملائم للاشتغال:

   – بيئة قانونية تحمي ظهره من سيطرة المال السياسي و الاغراءات الفاسدة ؟

  – بيئة معرفية وعلمية لتحيين معلوماته بالتكوين المستمر؟

  – بيئة منفتحة على المحيط وعلى وسائل الإعلام الأخري؟

غياب شروط للرقي بهذا القطاع يهدد وجوده ؟

   – شرط تكنولوجي غياب الدعم التقني وخلق منافسين  مبتذلين ؟  بالأخبار الزائفة 

   – شرط جيو سياسي بالتضييق على الصحافة ومحاولة خنق حريتها

   – شرط ديمقراطي التحريض ضد الصحافة النزيهة   

   – شرط اقتصادي نراجع المبيعات و انهيار ارادات ألإشهار وارتفاع تكاليف الإنتاج      

   – شرط أزمة الثقة مع المتلقي بانتشار الأخبار الزائفة.

إلى أي حد يمكن توفير شروط استدامة قطاع يعتبر ضمير أمة ؟  

   وهل هناك إرادة سياسية لسن سياسة إعلامية واعدة ؟

0إعادة النظر

إقرأ أيضاً ...

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *